Uncategorized

لمحة عن مجلس الترجيح بالجمعية المحمدية

*لمحة عن مجلس الترجيح  بالجمعية المحمدية
بقلم : فوزان محمد

تعريف مجلس الترجيح بالجمعية المحمدية

في هذا المطلب نعرف الترجيح في اصطلاح الأصول والترجيح في الجمعية المحمدية

أولا: أنّ الترجيح في اللغة التمييل والتغليب والتفضيل والتقوية، قيل: رجحت إحدى الكفتين الأخرى أي مالت ورجّحه بمعنى فضّله وقوّاه. وأما الترجيح اصطلاحا قد عرفه الأصوليون تعريفات كثيرة منها ما عرّفه ابن النجار: وأما الترجيح فهو تقوية إحدى الأماراتين على الأخرى لدليل ولا يكون إلا مع وجود التعارض فحيث انتفى التعارض انتفى الترجيح لأنّه فرعه لا يقع إلا مرتبًا على وجوده

وأما الترجيح في اصطلاح الجمعية المحمدية هو مقارنة الأراء في المشاورة والأخذ بأقوى الدليل منها أو تحليل الشيء لاسنتباط الحكم بإثبات أقوى دليل له. هذا التعريف هو التعريف العملي، وهناك التعريف العملي الآخر هو المشاورة أو الجلسة التي فيها العلماء المؤهلون بفنونهم لأن يحللوا المسألة الخلافية التي جرى اختلافها بين العوام  واختيار أقوى دليل منها وأقربها بالقرأن والسنة. أما التعريف مؤسسة  هو المجلس للجمعية المحمدية التي تعمل في أمور الدين خصوصا في المسائل الفقهية

أن مجلس الترجيح منذ بدايته اهتمّ بمسائل الخلافيات الفقهية وسعى المجلس أن يحل هذه المسائل بتحليل الأراء الفقهية واقتران أدلتها وترجيح أقوى دليل منها. ولكن قد توسع اهتمام المجلس وهو أن يحل المسائل الجديدة التي لم يقل علماء السلف عنها. فمن توسع اهتمام المجلس قد تغيّر تعريف المجلس بأنّه مؤسسة الإجتهاد الجماعي للجمعية المحمدية وأنّ فيها العلماء الذين يعرفون علم الأصول والعلوم العامة الأخرى. فهذا التعريف لمجلس الترجيح لا يناسب باسمه لكونه واضحا بأنه مؤسسة الإجتهاد وليس في التعريف ما يسمى بالترجيح أو تقوية أمارتين. ولو كان التعريف متغيرا فإن المجلس لم يغيّر اسمه بمجلس الإجتهاد، وهذا لأن يحفظ الإسم المجلس تاريخيا

تاريخ تأسيس مجلس الترجيح بالجمعية المحمدية

أسس مجلس الترجيح المحمدية بناء على رأي أحد من علماء وأعضاء المحمدية كياهى الحاج ماس منشور. وهذا الرأي لأن تتأسس الجمعية المحمدية ثلاثة مجالس: مجلس التشريع، ومجلس التنفيذ، ومجلس التفتيش. قد تشاور هذا الرأي في مؤتمر الجمعية المحمدية السادس عشرة في باكالونجان سنة 1927، والجمعية المحمدية تحت رائسها الثاني كياهي الحاج إبراهيم  سنة 1878-1934. وقد اتفق المؤتمرون في الجمعية المحمدية بعد ذلك على تبديل اسم مجلس التشريع إلى مجلس الترجيح. بعد اتفاق المؤتمرين فأرادت الجمعية المحمدية أن يكمل مجلس الترجيح بخطة معينة وهي التي تنظم عملية المجلس في تحليل أمور ومسائل الدين. قد سمى هذه الخطة بقواعد لجنة الترجيح المحمدية التي كتبها سبع علماء وأعضاء المحمدية منهم كياهي الحاج ماس منشور وأحمد رشيد سوتان منشور. فحملت هذه القواعد إلى مؤتمر الجمعية المحمدية السابع عشرة في يوغياكارتا سنة 1928، واتفقت منها هذه القواعد وأمّنت لتعميل المجلس كياهي الحاج ماس منشور كرئيسه الأول

منذ تأسيس مجلس الترجيح رسميا سنة 1928 قد قام مجلس الترجيح بالمشاورات والندوات الدينية العلمية التي حصلت منها نتائج وقرارات وفتاوى حول مسائل العقيدة والفقه. هذه الندوات تكررت في كل سنة، وكان أول تحليله المسائل الفرعية أو الخلافيات الفقهية التي تتعلق بالعبادة بترجيح الأراء الفقهية واستدلالها. ومن هذه المشاورات والندوات قد تطوّر مجال بحث المجلس من تحليل المسائل بترجيحها حتى أن يبحث في المسائل الحديثة المعاصرة التي لم يتكلم عنها من قبل. نمكن أن نفصل المشاورات للمجلس كما يأتي منها

1. ففي المشاورة الأولى للمجلس سنة 1929 في سولو حتى مشاورته سنة 1953 بحث مجلس الترجيح المحمدية في مسائل العبادة كالطهارة، والصلاة، والحج، ومسألة الجنازة، وزاد بحثه في الوقف
2. بحث المجلس في مصادر الإسلام عامة والمسائل التي تتعلق بعملية أعضاء المحمدية مثل تحديد عورة الرجال في المنظمة الكشفية، وتعليم المرأة للرجال وعكسه سنة 1954-1955

3. في جلسته سنة 1960 في باكالونجان بحث مجلس الترجيح في تحديد الولادة، والعمّالية، وحقوق الملكية
4. وقد بحث المجلس سنة 1968 في سيدوأرجو حول المعاملات المعاصرة مثل ربا البنوك، وتنظيم النسل، والمقامرة، و مسألة الحجاب أو الستر بين الرجال والنساء في الإجتماع، وتعليق صورة كياهي الحاج أحمد دحلان
5. قام مجلس الترجيح بالندوة الدينية العلمية وهي تكلمت عن تصور تحقيق المجتمع الإسلامي وبناء الأحكام الفقهية في المعاملات الحديثة

6. بحث مجلس الترجيح في التأمين والضمان سنة 1972 في ويراديسا ، باكالونجان، واشتهر هذا البحث بمسألة ويراديسا وفيه البحث عن علاقة وفرق بين الزكاة وضربية الدولة
7. تشاور مجلس الترجيح المحمدية سنة 1976 في غاروت عن الأموال في الإسلام وأدب المرأة في الإسلام
8. قام مجلس الترجيح بالندوة الدينية العلمية وهي تكلمت عن القواعد الأصولية التي تتعلق بالأحاديث الضعيفة والجرح والتعديل
9. وقد تشاور مجلس الترجيح المحمدية سنة 1980 في كلاتين عن مسألة التلقيح الإصطناعي وزراعة الأعضاء الإنسانية
10. وتشاور مجلس الترجيح المحمدية سنة 1989 في مالانج عن مسألة الإجهاض والزواج بين الأديان وغير ذلك

بناء على تطور البحث لمجلس الترجيح بالجمعية المحمدية قد نظّم هذا المجلس الأقسام التنفيذية لعملية المجلس نظرًا للظروف. وهذه الأقسام لمجلس الترجيح هي

1. قسم الفتوى
2. قسم الحساب والتفسير
3. قسم المرأة والأسرة
4. قسم تطوير الفكر الإسلامي، والثقافة والتكنولوجية
5. قسم تطوير الفكر الإسلامي، والحضارة الإجتماعية

فإنّ مجلس الترجيح بعمليته يدور كذهن الجمعية المحمدية تواجه الزمان والمكان والأحوال والأعراف والعوائد التي اطلعت منها مسائل ووقائع حديثة لأن تخرج مخرجها وتحل مشاكلها. لأنّه قد حدث بين أعضاء المحمدية والمسلمين في إندونيسيا في العصر الأول لتاريخ الجمعية المحمدية الخلافات الفقهية بينهم خصوصا في العبادة. فهدف المجلس لأن تتّحد هذه الأراء بترجيحها. ومنذ تأسيسه حتى الآن قد تمنّى مجلس الترجيح بخدمته لحل مسائل الدين والدنيا بمجاله كالمجلس الذي يتخصص بالمسائل الدينية

 هذه قطعة من رسالة ماجيستر فى جامعة أم درمان http://dailyhealthymale.com/ الإسلامية تحت الموضوع فتاوى الجمعية المحمدية الإندونيسية ؛ دراسة أصولية*

Related Articles

Back to top button