Uncategorized

التعامل مع شبكة التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت

السؤال

هذه الفتوى تصدر فى 17 رجب 1430 هجرية الموافق ب 10 يوليو عام 2009 ميلادية بسؤال سائل عن فيسبوك وحكم من استعمله. هذا السؤال طرحه احد أعضاء جمعية شباب المحمدية لقلقه بعد أن سمع فتوى بحرمة فيسبوك الذى أصدرته لجنة الإفتاء التابعة للجمعية الأخرى. و قد أحس بالضيق و الحرج بهذا الفتوى لكونه و أصحابه فى شباب المحمدية من مستعملى هذه الشبكة . وقد بحث أعضاء مجلس الترجيح بالجمعية المحمدية في هذه القضية بيانا لما يترتب عليه فيسبوك من الأحكام الشريعة. ونص هذه الفتوى باختصارها هي

الجواب

إنّ فيسبوك أحد من مستجدات هذا العصر وهو من إنجاز الترقية التكنولوجية الذي يعطي الناس سهلة الإتصال بين أشخاص في أنحاء العالم. takingcialis.com وهذه القضية أُدخِلت في معاملة دنيوية لذلك قد أشملتها القواعد الآتية

1. الأصل في المعاملة الإباحة فلا يحظر منها إلا ما حرمه الله.
2. الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على عدم الإباحة.
3. الأمور بمقاصدها.
4. الوسائل لها أحكام المقاصد، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا يتم المسنون إلا به فهو مسنون، وطرق الحرام والمكروهات تابعة لها، وسيلة المباح مباح.

:نفرق ما يترتب به فيسبوك من أحكامه إلى شيئين

أولا: حكم فيسبوك في الشريعة الإسلامية

إنّ كون فيسبوك نفسه آلة يستخدمها الناس فلا فرق بينه وبين آلة أخرى المستخدمة بها الناس مثل الهاتف، والكمبيوتر، والسكين، والقلم، وغيرها كثيرة. فاستخدام الآلة واستعمالها ترجع إلى صاحبها المستخدم، إذا استخدمها لغرص حرام فحرام استخدامها، وكذلك إذا استخدمها لغرض حلال فحلال. فهي ترجع إلى ما قصد به صاحبها كما جاءت القاعدة الآنفة الذكر: الأمور بمقاصدها. ففيسبوك يكون حراما إذا يستخدمه شخص بغير توافق قصده مع الشرع، ويكون حلالا باستخدامه بما اتفق واعتبر به الشرع كالدعوة الإسلامية وصلة الرحم وغير ذلك

ثانيا: حكم الأعمال المكتسبة من فيسبوك
كما قد بيّنا في الأول فالأعمال المكتسبة من فيسبوك كثيرة متنوعة بل وقد كان البيع مشتملا له. وهذه الأعمال الكثيرة تخلص أحكامها المترتبة بشيئين: إذا كانت الأعمال المكتسبة هي من الخيرات وتوصيتها فتصبح جائزا شرعا أو بل مستحبا، وإذا كانت الأعمال المكتسبة من السيئات وتؤدي إلى مفسدة ومضرة فتصبح حراما شرعا

فمن خلال هذا البحث أفتيت الجمعية المحمدية أنّ فيسبوك وغيره من التعامل مع شبكة التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت يتوقف أحكامه على مقصد مستخدمه أو نيته والأعمال المكتسبة منه. فإذا  استخدمه بقصد شرعي ولأعمال الخيريات وتوصيتها مثل صلة الرحم و مد الدعوة الإسلامية فجائز أو بل مستحب. وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم فى حديثه : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ (صحيح مسلم)

 وإذا عكس الأمر كاستعماله لنشر الفتنة و خداع الآخر فحكمه حرام لا يجوز استخدامه بحال من الأحوال.  و قد ذم تعليم الإسلام على إفشاء الفاحشة فى قوله تبارك و تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (النور:19)

خلاصة فيما سبق ، إنّ فيسبوك في استخدامه له إيجابيته وسلبيته، فمن يستخدمه بالعملية الإجابية فيكون حكم استخدامه جائزا أو مباحا أو سنة أو بل قد يكون واجبا، وإذا كان العكس فحرام أو مكروه. فيتوقف حكم استخدامه بما قصد به امرئ له. وعلى هذا فإذا نحرص أنفسنا على استخدام ما نفع به من موقع فيسبوك فيكون مصلحة نستفيدها منه. وقد يقال فيمن يحرمه مطلقا سدا لما أفاده من الضرر قاعدة: المبالغة في سد الذرائع كالمبالغة في فتحها. وعلينا من أراد استخدام فيسبوك أن ينتفعه لخيرات نافعات لأجل مصلحة عامة دون أن يجعله مضرة تخسرنا من غياب سعادة الدنيا والآخرة.  جدير بالتنيه ألا يستعمل كل من يتعامل بهذه الشبكة أكثر مما يحتاجه أو أن لا يبالغ فى استعماله حتى يودى إلى الغفلة و نسيان الواجبات . والله أعلم

المترجم : فوزان محمدى و محمد رفيق

Related Articles

Back to top button